هل تعلّم العرب من دروس الماضي؟

كم من الأحداث مرّت على الأمة العربية منذ نشأتها الأولى قبل الإسلام ،، كانت قبائل متنافرة تغزو بعضها من أجل الماء والعشب ، وتحارب عشرات السنين فيما بينها من أجل ثاراتٍ لا أولَ لها ولا آخر ، منها ( داعس والغبراء) والتي دامت اربعين سنةً ومعارك المهلهل بن أبي صفرة ثأراً لأخيه ( كليب) الذي قُتلَ من أجل ناقةِ البسوس لتستمر حرب البسوس أكثر من ثلاثين سنةً ،،، وكانت جيوش الرومان والفرس تغزوها متى شاءت وتُحرض القبائل على بعضها ، فالمناذرة في العراق يأتمرون بأمر الفرس ليقاتلوا الغساسنة اتباع الروم في الشام ،، وهكذا ،،، حتى أشرق فجر الإسلام في جزيرة العرب ،، وحّد القبائل وجمعهم على كلمة ( لا إله إلا الله ،، محمد رسول الله ) ،،، حثّهم على العلم والعمل والإخاء لبعضهم الآخر والإيمان بقدراتهم الذاتية في أن يكونوا أمة واحدة لا فضلَ لأحدهم على أخيه إلا بالتقوى والعمل الصالح فآنتشروا في بقاع الارض مبشرين ومنذرين ليقيموا حضارة مازال العالم يغترف من علومها ليومنا الحاضر . 

وفي بداية القرن العشرين استنجدَ بعضُ رؤساء العرب بالغرب الاستعماري كي يساعدهم في التخلص من حكم العثمانيين ويمنحهم الاستقلال والحرية !!!  فهل أوفى الغرب بتعهداته ؟ 

شتتوا العرب بين أقطار اخترعوا لها حدوداً خطّوها على اوراق الخرائط وتوزّعوها بينهم ،،،، بريطانيا وفرنسا وايطاليا وبلجيكا وأسبانيا والبرتغال ،، كلٌ منهم يسارع في امتصاص خيرات الأقطار التي تحت يده ويستعبد أهلها وإن لم يستطعِ البقاء فيها زرع عملاءَ ولّاهم الإدارات السياسية وزرع فوق ذلك فتناً شتى منها طائفية وأخرى عنصرية ليبقى الحاكم الأجنبيّ مهيمناً على مقدرات الوطن .

وفي منتصف القرن التحقت الولايات المتحدة الأمريكية بالركب الإستعماري لتأخذ حصة الأسد بعد أن تهاوت الدول الأوربية تحت ضربات قوى التحرر العربي ( لتملأ الفراغ ) الذي تركته تلك الدول بعد أن زرعت أخبث جسمٍ في الأرض العربية ( إسرائيل) ،، وبعد أن توفّى الله جمال عبد الناصر الذي قضى عمرَه وهو يسعى لتوحيد كلمة العرب ،،، حيّدوا مصر بإتفاقية ما يُسمى السلام بينها وبين إسرائيل ،،، حطّموا العراق بحجج ثبت كذبها بعد أن حشدوا دول العالم لأكبر جريمة في القرن الواحد والعشرين ،،ليأتي دور سوريا في التمزيق والتهديم . إستفردوا بالفلسطينيين بعد أن ضمنوا خضوع بعض الحكام العرب لإرادتهم بإتفاقيات سلامٍ !! وتطبيع. الذي يشبه ( سلام الذئب مع الحمل والثعلب مع الدجاج ) . 

ولأن العالم استفاق على جرائم إسرائيل والمستوطنين الصهاينة في حق الشعب الفلسطيني المجاهد الثابت في أرضه ولا يتخلّى عنها ،، ولأن شراسة المجرمين الصهاينة فاقت كل الحدود وهم يعتدون على المصلين العزّل ويقيدوهم الى الارض في المسجد الاقصى وفي كنيسة القيامة أيام رمضان وعيد الفصح المتتاليين ،،، حوّلوا آلأنظار الى ( السودان ) هذا البلد الذي كان ( سلّة الغذاء ) للعالم أفقروا وخربوه ومزقوا شعبه ليتحول الى احزاب متحاربة يقتل بعضهم الآخر ،،، والغرب الاستعماري يتفرج منتشياً . 

فهل عرف العرب أن خذلانهم وخسارتهم في تفرقهم وتشتت امرهم ؟ وأن عزَّهم وحريتهم وأمنهم في وحدتهم وجمع شملهم؟ 

ليتهم يفهمون