وزير الصحة الفلسطينية د. مي الكيلة : أنقذوا أبناء شعبنا من هذه الإبادة المتعمدة !

الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني واجب على كل مسلم  عربي ومسيحي يدافع عن الإسلام والمسلمين والمقدسات كافة ، وما بالك عندما يتعرض قطاع غزة إلى قصف همجي غاشم من قبل الاحتلال الإسرائيلي وتكون النتيجة استهداف المدنيين من الأطفال والنساء فلا بد من وقفة وتدخل العالم ضد  الحصار والقذف . إن قطاع غزةَ يتعرض إلى إبادة جماعية ولن تنجو المستشفيات من الحقد الإسرائيلي مثل الذي حدث في مشفى المعمداني ، إنها جريمة تنتهك كل المعايير الإنسانية ويجب محاسبة إسرائيل على كل هذه الجرائم البشعة في حق الشعب الفلسطيني.

تتواصل معاناة الشعب الفلسطيني في لحظات مأساوية لا نستطيع استيعابها من استشهاد عائلات كاملة تحت الأنقاض. في قطاع غزة الجميع يواجه كل تفاصيل الموت دون أي تحرك إنساني .. عار على عالم يغض عينيه ويدير وجهه عن الذي يحدث في القطاع .

الرعب الألم والتشرد والجوع والعطَش وما تصنعه دولة الاحتلال وارتفاع صوت القصف. لا يوجد مبرر للقذف لمئات الأشخاص وكل ما يمارس على المدنيين من قطع أسباب الحياة.

من هنا كان لنا لقاء مع وزير الصحة الفلسطينية الدكتورة مي الكيلة  حول مجريات الأمور والحرب على قطاع غزة .

الدكتورة الكيلة مواليد 1955 في مدينة القدس هي طبيبة ودبلوماسية وأكاديمية  حاصلة على درجة الدكتوراه في الصحة العامة والإدارة الصحية لديها خبرة واسعة في إدارة المؤسسات الصحية. إذ عمِلت في الإدارة الصحية في ” الأونروا ” ومثلت فلسطين كسفيرة في تشيلي وإيطاليا. تعد الوزيرة مي الكيلة أول امرأة تشغل منصب وزارة الصحة في فلسطين ضمن حكومة محمد اشتية.

أكدت الوزيرة أن العدو الصهيوني قصف المشافي وقتل المرضى في أكبر مجزرة دموية بحق أبناء الشعب الفلسطيني ، إضافة إلى أن الاحتلال قصف المستشفى الأهلي العربي/المعمداني وارتكب بحق أبناء شعبنا مجزرة والنتيجة كان ضحيتها مئات الشهداء وكانت غالبيتهم من الأطفال والنساء والمرضى أصلا.

وعندما سألتها عن الآثار المترتبة عن هذه المجزرة البشعة أكدت أن آثار المجزرة فوق الوصف وأن الاحتلال كسَر كل الأعراف والمواثيق والقوانين الإنسانية بقتلهم المواطنين المستأمَنين والمرضى بقصفهم في كل مكان بقطاع غزة.

وعلى هذا الجانب فالدكتورة الكيلة  قامت بالمناشدة العاجلة لدول العالم والأمم المتحدة والمؤسسات الدولية والإنسانية والدول المانحة والمجتمع الدولي إذ قالت : أنقذوا أبناء شعبنا من هذه الإبادة المتعمَّدةِ! “.

وفي هذا السياق ، أكدت الوزيرة على ضرورة وقوف جميع الجهات والمنظمات والمؤسسات الدولية عند مسؤولياتها من أجل وقف العدوان الإسرائيلي الغاشم وتوفير الدعم الكامل وإدخاله إلى قطاع غزة ، فالنظام الصحِّي يشهد وضعا كارثيا وقد ينهار في أي لحظة.

وأضافت الكيلة أن أصحاب الأمراض المزمنة والأورام والكِلى مهددون  في حياتهم جرَّاءَ منع الاحتلال إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود. هنالك ٥٥٠٠ حالة حمل في غزة في حاجة للرعاية ، و ١٠٣٠ مريض غسيل كلى. ويوجد المسنُّون الذين لديهم أمراض مزمنة ، و ٥٠٠٠ حالة عندها أورام وبحاجة للعلاج العاجل. بالفعل. هنالك مخاطرُ كبيرة.

 الحصاد : ماذا عن القطاع الصحي في ظل القصف العنيف المتتالي على قطاع غزة؟

د. مي الكيلة : القطاع الصحي قد ينهار خلال ساعات جراء عدوان الاحتلال المتمثل في تهديد المشافي وقصف عدد منها وإيقافها عن العمل. منع إدخال الوقود السولار وقطع الكهرباء ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية. واستهداف الكوادر الصحية والأعداد المتزايدة من الشهداء والجرحى وهذا القصف العنيف الذي أدى إلى نزوح مئات آلاف المواطنين وبالتالي تواجدهم في أماكن غير صحية غير صالحة للسكن بكافة الظروف.

و الوقود في المستشفيات سوف ينفد في الساعات القادمة وإني أناشِد دول العالم والمنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية لوقف العدوان والضغط من إدخال الدعم الصحي. إن الوضع الصحي في قطاع غزة بات كارثيا بكل ما تحمله الكلمة من حيث  نقص الإمدادات الطبية الأساسية ومنع إدخالها ونفاد المخزون و المستلزمات الطبية والأدوية والمستهلكات الطبية. إضافة إلى الضغط النفسي والجسدي للكوادر الصحية الطبية والإسعافية التي لم تتوقف عن تقديم خدماتها رغم الانتهاك ونقص الإمكانيات والأعداد الكبيرة من الشهداء والجرحى. وهذا أدى الى اتباع أسلوب المفاضلة في العلاج نتيجة هذا الوضع الكارثي. يوجد يا أستاذة الآن مفاضلة ما بين جريح وجريح. وهذا يعتبر من إحدى الأمور التي اتخذت على عاتق الكادر الطبي من أجل إعطاء الأولوية لمن نعطي العلاج أولاً! وهذا يعتبر أيضا كارثة في القطاع الصحي. هناك أكثر من أربعة آلاف مريض في قطاع غزة.  كما أنَّ الأزمات على مرافق الرعاية الأولية والعاملين فيها أدى الى تفاقم الوضع الصحي بسبب قصف المراكز الصحية وصعوبة الوصول إليها و انقطاع التيار الكهربائي الذي يهدد بفساد المطاعم وظهور أمراض كنا قد استأصلناها وتخلصنا منها منذ عشرات السنوات وهذا قد يؤدي إلى تفاقم الأمراض وعودتها إلى أطفالنا  من جديد مثل : مرض شلل الأطفال والحصْبة. إنني أجدد المناشدة العاجلة لكافة المنظمات الأممية ومنظمات المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان للوقوف عند مسؤولياتهم لوقف العدوان الغاشم على أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية. والعمل على فتح ممر آمن لإدخال المساعدات الطبية بشكل فوري وعاجل.

الحصاد : لقد اجتمعتِ مع ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في فلسطين جون فيليب ومدير العمليات جراهام دوغان بحضور رئيس وحدة التعاون الدولي د. ياسر بوزية والمستشار الخاص بكم د. إياد الآغا . ماذا تناول هذا الاجتماع؟

 د. مي الكيلة : تناول الاجتماع الحديث عن الجهود المبذولة من قبل الوزارة واللجنة الدولية للصليب الأحمر من أجل إدخال المساعدات والدعم للقطاع الصحي بشكل عاجل.

 الحصاد : ماذا عن القصف الأخير لمشفى المعمداني حيث بلغ عدد الشهداء في هذا القصف الوحشي إلى ١٠٠٠ شهيد من أطفال ونساء؟

د. مي الكيلة : قصفوا المشافي وقتلوا المرضى في أصعب مجزرة دموية بحق أبناء شعبنا.

‏‎وهذا يعتبر جريمة إبادية ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني. هي مجزرة ذهب ضحيتها مئات الشهداء حتى اللحظة. غالبيتهم ‎من المرضى والأطفال والنساء. وهذه تعتبر من من الجرائم النكراء والبربرية التي استهدفها الاحتلال لهذا المستشفى العريق بتاريخه وهو أول مستشفى في قطاع غزة الذي تأسس قبل خمسين عاما قبل الاحتلال. وهذا انتهاك صريح للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي ولكل المواثيق والأعراف الدولية. وبالأمس اتصلت بمديرة المستشفى والمدير الطبي للمستشفى. و أخبروني عن الوضع الكارثي الذي يتعرض له هذا المستشفى و الذي تعرض له جراء هذا القصف. وبالتالي هذا المستشفى يحتاج الى الدعم الكامل. هناك مشكلة كبيرة في الوصول إلى الرعاية الصحة والمشافي من قبل المواطنين نتيجة للقصف ونتيجة قصف المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية و إن عدم تقديم الرعاية الصحية قد يؤدي إلى تفاقم الأمراض.

 الحصاد : كم يبلغ عدد الشهداء في الاعتداء الإسرائيلي حتى وقتنا هذا؟

 د. مي الكيلة : أكثر من 3300 و  ١٣٠٠٠ جريح. وهذه الأرقام تقريبية  وليست الحقيقية لأن هناك مجموعة كبيرة من الشهداء والجرحى موجودين تحت الأنقاض ولازالوا  في انتظار المعدات من أجل رفعها  عنهم ليتم دفنهم

وهناك نقص حاد في الأدوية في قطاع غزة ومشكلة كبيرة في الوصول إلى المستشفيات وانقطاع المياه وتدهور منظومة الصرف الصحي يزيدان مخاطر تفشي الأمراض السارية..

 الحصاد : المستلزمات الطبية تنقص فما هي الحلول البديلة؟كيف ستتعامل الطواقم الطبية مع هذا النقص؟

د.مي الكيلة : أوجه تحية إجلال للطواقم الطبية في قطاع غزة التي تعمل ليلا و نهارا. أحيِّي موقف الأطباء وكافة القطاع الصحي الموجود حسب قسمهم ألن يتركوا وراءهم أيَّ مريض ولن يقفوا أمام اي مريض عاجزين. علينا كأطباء نعالج كل المرضى وبالتالي هم وقفوا وطنيا ومهنيا مع مرضاهم.

نتحدث عن القطن الذي هو مادة أساسية في المستشفيات لقد اقترب من النفاد من المستشفيات فقلت لهم احضروا شراشف نظيفة واقطعوها اعملوا فيها . أصبحنا نفكر في القضايا البدائية للطب. وهذا لا يكفي بحجم الجرحى الموجودين والشهداء الموجودين في قطاع غزة

الحصاد : الحديث عن إدخال قوافل المساعدات التي تشمل المستلزمات الطبية والأدوية للقطاع. هل هناك أي تواصل مع منظمات طبية دولية في هذا الإطار للضغط من أجل إدخالها؟

د. مي الكيلة : أنا منذ بداية الحرب قمت بعقد اتصالات يومية مع منظمة الصحة العالمية أو مع إحدى المؤسسات الدولية ” اليونيسيف ” أو غيرها. وعقدنا اجتماع الأسبوع الماضي. وعقدت اجتماعا مع المؤسسات الدولية ومع الدول المانحة بالقطاع الصحي. لكي نضعهم في الصورة ونحطهم عند مسؤولياتهم. والحقيقة هذا الحراك  ضروري جدا لأن المجتمع الدولي يجب أن يتحرك. صحيح في تحرك دبلوماسي وسياسي وإلى آخره. لكن في الموضوع الإنساني يجب أن يكون هناك تحرك كامل

الحصاد : هل هناك أيُّ أمل بأن  تفرِجَ هذه الضغوطات عن قوافل المساعدات؟

د.مي الكيلة : نحن مارسنا كل ضغوطاتنا و أنا أتابع هذه الضغوطات و تحدثت مع معالي وزير الصحة المصري يجب أن تدخل المساعدات وأهم شيء أمام حجم الدمار وحجم الجرحى.

وحجم الناس المكلومين.  يجب أن تدخل بأسرع وقت ممكن. هناك إبادة ويجب أن نرفعها الى المحكمة الجنائية و هذا الموضوع  يجب أن يكون مقلقا عالميا على تصرفات إسرائيل في هذا الاتجاه.

الحصاد : وبناءً على ذلك كيف يمكن لوزارة الصحة السيطرة على الأوبئة خاصة وأن الدفاع المدني يقول أن هناك حوالي ألف  جثة وضحايا ما زالوا تحت الانقاض؟

مي الكيلة : عندما أتحدث عن الطرق الشبه مغلقة للوصول للجثث صعوبة حتى توفر الامكانيات ودخول الاليات الثقيلة و إزالة هذا الركام. صحيح. التخوفات الآن من انتشار اوبئة وامراض في غزة.المدنيين موجودين في المدارس سواء كان مدارس وكالة الغوث الدولية أو مدارس السلطة الوطنية. يعني مدارسنا أو  المستشفيات

.هذه المدارس  تفتقر لأدنى مقومات الحياة والاحتياجات الاساسية. لا توجد فيها مياه حتى فبالتالي أولا هذا الاكتظاظ كثير كثير كثير   وخطير لأنه ينقل العدوى وهناك ثمانين حالة كورونا في غزة وبالتالي هذا العدد كفيل بأن ينقل العدوى لجميع الأفراد في قطاع غزة وأن هذا الاكتظاظ مع عدم وجود مياه ولا كهرباء وانعدام النظافة الشخصية من شأنه أن يعمل على انتشار الأوبئة والأمراض المعدية بالإضافة إلى  الجثث الموجودة  تحت الأنقاض  ولم يتم العثور عليها حتى الآن  ولم يتم وضعها في القبور، هذا الوضع كارثي يهدد بانتشار الاوبئة والأمراض المعدية السارية.هناك خمسين ألف حالة من النساء الحوامل وهن في حاجة إلى الرعاية اليومية والآن لو امرأة تحتاج ضروري الى عملية قيصرية كيف ممكن نتصرف في ظل هذه الأوضاع المأساوية الذي يشهدها القطاع التي قد تؤدي بالأم إلى الوفاة.

في حال توفر هذه الادوية ليس هناك ثلاجات التي بحاجة لكهرباء لحفظ  العلاج وإذا ما انتهى السولار هذا يعني  عملية كثير معقدة اكثر مما نتخيل. لكن ليس فقط المشكلة نقص أدوية. هي عبارة عن مجمل القضايا التي تخص الصحة العامة والتي تمت بالصحة العامة. وهذه القضية هامة عندما نحكي عن الصحة العامة فنحن نحكي عن الصحة في المجتمع. بنحكي عن كارثة مرضية مجتمعية كبيرة. مثل الكورونا مثلا. لا بد من الضغط على الدول المانحة والمجتمع الدولي.والذي يجب   تحت المسؤولية ان يشتغل على إدخال  المواد حتى يستطيعوا فعلا استخدامها من أجل  كبح جماح الوفائيات وغيرها.

الحصاد: وعليه ما الرسالة التي يمكن توجيهها للمجتمع الدولي ؟

د. مي الكيلة: لقد طالبت بالدعم العاجل والفوري لقطاع غزة وزيادة الضغط العالمي من أجل إدخال الدعم بكافة أشكاله لقطاع غزة الذي يشهد أوضاعًا صحية كارثية.نطالب المجتمع الدولي بمحاسبة الاحتلال على جريمته البشعة.