في اعياد الميلاد زيارة إلى بيت له تاريخ

ان ساقتك قدماك إلى وسط المدينة ومن ثم إلى منطقة ستراند فسوف تلحظ مبنى يتوسط العاصمة لندن يمثل في شكله طرازا من العمارة القديمة التي جرت عليها بعض عوامل التحديث في بعض اركانها، لذلك فهو يمثل عملية وصل بين القديم وعراقته والحديث واطلالاته وقد قام بتصميم ذلك المبنى العتيق السير ويليام شامبرز في القرن الثامن عشر وتحديدا في عام 1776، وتعرض لبعض الأضافات حيث الحقت به بعض الأجنحة ذات الطراز الفيكتوري في شرقه وغربه خلال القرن التاسع عشر وتحديدا عامي 1831 و1856. المبنى يقع جنوب منطقة ستراند ويطل على نهر التيمز شرق جسر واترلو وهو )SOMERSET HOUSE(، وقد كان مقرا للأختام.حين تدخل إلى ردهات القصر سوف تكتشف ان له عدة مداخل من جوانب مختلفة، وفي اطار تلك الأحتفالات بأعياد الكريسماس سوف تجد القصر على اتساعه قد فتح ابوابه وازدحم بكثرة الزائرين وخصوصا العائلات بأطفالهم الذين تعلقوا بتلك الساحة للتزلج. لهفة الأطفال دفعت الأمهات ومن ثم الآباء لمرافقتهم على الساحة والمشاركة في هذه الرياضة التي تستلزم الكثير من الوان اللياقة الجسدية والتدريب المسبق حتى لايكون المرء مثيرا للكثير من الأبتسامات والغمز واللمز وهو يتمايل ذات اليمين واليسار ويحاول الاحتماء بجدار يستند اليه.ان تجولت داخل ردهات القصر فسوف تنبهر بكثرة الممرات والدهاليز ومدى الفخامة والعراقة التي تظلله من كل الجوانب، وسوف ترى في الغرف المتراصة داخل الأجنحة الكثير من الأعمال الفنية في معارض كبيرة لألوان متعددة من الفنون، ان جمال العرض وعراقة القصر واتساعه وزحام الجمهور وحماسه للمشاهدة والتجول سوف يشغل بالك فتنصرف للمشاهدة عوضا عن التفكير في شموخ مثل تلك المباني وارتباطها بالعصور القديمة التي شهدت اتساع الأمبراطورية البريطانية وتمددها بحيث لم تكن تغرب عنها الشمس، وماتلك المباني الا شهود باقية من ارث امبراطوري على ثراء وبذخ الأباطرة والملوك والطبقات التي كان لها الملك والجاه والصولجان، وبالتأكيد كانت على الجانب الآخر طبقات أخرى من الخدم والعبيد والمشردين في هذا البلد، فالمستعمرون لايعتصرون الشعوب الأخرى فحسب، ولكنهم في الأساس يعتصرون شعوبهم ناهيك عن سكان المستعمرات العراة في كل من افريقيا وآسيا الذين لاسقف لهم ولا مأوى يحميهم من قسوة الطبيعة وظلم الأنسان.في النهاية كن ابن اللحظة واستمتع بمواطن الجمال وهي تطل عليك، وعبق التاريخ الذي يفرض انفاسه في كل اجواء المكان، وشارك الحضور بهجتهم بأعياد الكريسماس، فالحياة احيانا هي لحظات التعايش مع الناس بالأبتسامة ترتسم على الشفاة، والبهجة تملأ كل الوجوه، ولامكان لأنتصارات ومآسي التاريخ والأحكام المتابينة على ماجرى في عصور قد خلت وطواها الزمان.